مقالات

يا عقلاء العالم انتبهوا…!!

يا عقلاء العالم انتبهوا...!!

 

يا عقلاء العالم انتبهوا…!!

إن الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية يوشك أن يشعل حربا لا يحمد عقباها من جراء الاستعراض الامريكي للقوة بالمناورات العسكرية  المستمرة في المنطقة مع اتباعه، وأصبح  العيش بسلام  لأمر صعب لأنه يحتاج إلى أن تتقبل امريكا الاختلاف وأن يكون لديها القدرة على  الاستماع إلى الآخرين دون ازدراء أو تفرقة فكل البشر متساوون  ويجب أن يكون الاحترام  المتبادل هو طريق التعامل دون تعالي  أو غطرسة بسبب القوة  كل هذا سيكون السبيل إلى التعامل معا بأمن وسلام .

ولعل الحقيقة الصارخة أمام المجتمع الدولي هي تعزيز السلام والتسامح والتضامن، والتأكيد على الرغبة  في العيش والتعاون معًاً رغم الاختلاف من أجل بناء مجتمع دولي ينعم بالعدل والسلام بعيدا عن الزيف والعبارات الجوفاء في المؤتمرات الدولية التي تُعد  مسرحية هذلية فيها البطل والكومبارس وشاهد الزور والجمهور الذي لا حول له ولا قوة فيبكي متأثرا دون وعي.. رغم علمه التام بأن ما يحدث مخطط وممنهج وتمثيل  .

حين نرغب في استعراض حال المجتمع الدولي بعد الخراب الذي خلفته الحرب العالمية الثانية، والذى أدى إلى إنشاء  الأمم المتحدة بأهداف ومباديء خاصة لتوقف ويلات الحرب والدمار والخراب وتنقذ الاجيال القادمة  ، وكان أحد أهم  هذه الأهداف هو بناء تعاون دولي لحل المسائل الدولية ذات الطابع الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والإنساني، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعًا دون أي تمييز .

وجميعنا يعلم أن الشغل الشاغل في الميثاق التأسيسي لليونسكو هو “السلام “من خلال عبارات رنانة تطرب الاذن ولا تحرك ساكنا   ”لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام”، وأكدت الجمعية العامة كذلك على أن السلام لا يتوقف على غياب الصراع وحسب، هوعملية دينامية وإيجابية وتشاركية، حيث تُشجع الحوارات وحل النزاعات بروح التفاهم والتعاون المتبادل.

إن تلك الدباجة اثلجت صدور كاتبيها فقط لأنها لم تكن لها تأثير على واقعنا المرير، ولكي تؤدي تلك العبارات دورها   تحتاج إلى القضاء على جميع أشكال التمييز والتعصب ومحاولة الهيمنة على العالم وجعله ذو قطب واحد ويتصارع الاخرون لأن يكون ذي  قطبين وباقي الدول تدور في فلكهما، وتصبح الاهداف الاستعمارية للقوى العظمى هي الهدف الاسمى والهدف المنشود  وزعزعة الاستقرار والهيمنة وتكوين الاحلاف ليتحول العالم إلى غابة – واصبحنا الآن يحكمنا قانون الغاب –  وتنقل الحروب على الهواء مباشرة كمباريات التنس كل هذا على مرآى ومسمع الأمم المتحدة المنوطة بالسلام والأمن الدوليين  .

لقد تحول العالم إلى بؤر ملتهبة وعلى رأسها شبه الجزيرة الكورية  واشعلت الولايات المتحدة  الأمريكية  فتيل العداء والحقد لتحقيق اهدافها الاستعمارية في  المنطقة ” فَرِّق تَسُدْ ” وكذلك منطقة الشرق الأوسط ورأس حربتها فلسطين الأبية المحتلة من الكيان الصهيوني  تعاني ويلات الحرب على مرآى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل ذلك بمباركة امريكية اوربية.

يا عقلاء العالم انتبهوا فالوضع الآن  في العالم  ينذر بالخطورة البالغة  وخاصة في شبه الجزيرة الكورية  فالحرب أوشكت  أن تنشب  دون سابق انذار ضد كوريا الاشتراكية  من القوى المعادية لها والتي تلجأ إليها الولايات المتحدة الأمريكية والقوى التابعة لها مما يثير قلقا شديدا من الشعوب المحبة للسلام في العالم.

والعجيب أننا نتابع في وسائل الاعلام أن الولايات المتحدة الأمريكية  تنشر دائما أصولها الاستراتيجية النووية الضخمة حول شبه الجزيرة الكورية وتجري المناورات الحربية بشكل دوري مدروس وممنهج  مستعرضة قوتها ويشاركها القوى التابعة لها .. والسؤال هنا .. هل يجب على كوريا الديمقراطية أن تقف مكتوفة الايدي ؟! أليس هذا تدخل في شئون كوريا الديمقراطية  العضو في الأمم المتحدة ومحاولة اشعال فتيل الحرب ؟!  معلنة بوضوح وتباهي أنها ستتخلص من “سلطة” كوريا الديمقراطية ، أليس هذا مخالفا للقوانين الدولية؟ ، إنه تهدد  صارخ للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية من وقت لآخر من خلال توثيق التواطؤ العسكري مع القوى التابعة لها دون تحرك من المنظمات الدولية والدول التي تتشدق بحقوق الانسان في محافلها الدولية، إنه لعار أن يقف المجتمع الدولي كشاهد الزور  ولا يحرك ساكنا.

وبرغم تلك المواجهة الشرسة استطاعت كوريا الديمقراطية بقيادة الرئيس كيم جونغ وون أن تقف بشجاعة مرفوعة الرأس  في المواجهة وليس أمامها سبيل سوى تطوير قوة الدفاع الوطني وخاصة القوى النووية  لتتمكن من صون السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية بل في العالم  ، لقد لجأت كوريا الديمقراطية إلى السلاح النووي للدفاع عن النفس، فتصيح   امريكا ومن يتبعونها كالذيل  ومن خلفهم الأمم المتحدة كصدى الصوت بأن امتلاك كوريا للسلاح النووي يهدد السلم في العالم ، هل فقد المجتمع الدولي عقله ، اسرائيل تمتلك السلاح النووي ولا تحرك  أمريكا والأمم المتحدة ساكنا وتحارب شعب اعزل وترتكب ابشع جرائم الحروب وتتحدى قرارات الأمم المتحدة،  لماذا الكيل بمكيالين ؟!

وحتى نكون منصفين ونتعامل مع الامر بموضوعية يجب علينا أن نستعرض  متطلبات الشعب الكوري الذي يطالب بالعيش بستقلالية وسيادة  وسلام وأمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وفرض الخناق عليه ، أليس هذا مطلب عادلأ ومشروعا للشعب الكوري ؟ وإفى متى سيقف المجتمع الدولي كشاهد الزور !!إ

إن من يمتلك الضمير الانساني يجب عليه أن يكون منصفا للحق في تأييد المطالب العادلة للشعب الكوري في العيش بسلام وأمان واستقلالية وفي إقامة النظام الدولي الحقيقي القائم على احترام الاستقلالية وبناء عالم تتحقق فيه سيادة جميع البلدان والأمم بشكل كامل ولا وجود للسيطرة والاستعباد والتدخل والضغوطات.

إن كوكب الأرض يواجه تحديات من ساكنيه ربما تؤدي إلى تدميره بدلا من السعي لتعميره ونشر السلام والأمن الدوليين، نحن في الالفية الثالثة ومازالت بلاد أقدم من التاريخ  محتلة وأمة  حضارتها خمسة الاف عام تواجه الامبريالية بمفردها ، هل هذا النظام الدولي  مصاب  بشيزوفرينيا .

إن تأييد الحقوق العادلة والمشروعة  للشعب الكوري  تنطلق من ضميرنا الانساني ، فلم نسمع يوما أن كوريا الديمقراطية القت قنابل نووية على بلد أو ساعدت وخططت لعصابة لاحتلال بلد مستقل  أو  كانت مصلحتها أهم من العدل والسلام .

دكتور

يحيى خيرالله

رئيس اللجنة العربية الاقليمية للصداقة والتضامن مع الشعب الكوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى